مقيس عليها ، وفيها خلاف بينهم ، وعندنا أن الربا في كل ما يكال أو يوزن ، إذا كان الجنس واحدا منصوص عليه ، والربا محرم متوعد عليه.
وقوله (لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ) قال ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن ومجاهد وقتادة : ان قيامهم على هذه الصفة يكون يوم القيامة إذا قاموا من قبورهم ، ويكون ذلك امارة لأهل الموقف على أنهم آكلة الربا.
وقوله (يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ) مثل عند أبي علي الجبائي لا حقيقة على وجه التشبيه بحال من تغلب عليه المرة السوداء ، فتضعف نفسه ويلج الشيطان باغوائه عليه ، فيقع عند تلك الحال ويحصل به الصرع من فعل الله ونسب الى الشيطان مجازا لما كان عند وسوسته.
وكان أبو الهذيل وابن الاخشاذ يجيزان أن يكون الصرع من فعل الشيطان في بعض الناس دون بعضهم ، قالا : لان الظاهر من القرآن يشهد به ، وليس في العقل ما يمنع منه.
وقال الجبائي : لا يجوز ذلك ، لان الشيطان خلق ضعيف لم يقدره الله على كيد البشر بالقتل والتخبيط ولو قوي على ذلك لقتل المؤمنين الصالحين والداعين الى الخير ، لأنهم اعداؤه ومن أشد الأشياء عليهم (١) ، وفي ذلك نظر.
والفرق بين البيع والربا : أن البيع ببدل ، لان الثمن فيه بدل من المثمن ، والربا ليس كذلك ، فإنما هو زيادة من غير بدل للتأخير في الأجل أو زيادة في الجنس ، وقد أحل الله البيع وحرم الربا.
وقوله (فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ) قال أبو جعفر : من أدرك الإسلام وتاب مما كان عمله [في الجاهلية] وضع الله عنه ما سلف.
__________________
(١). في التبيان : عليه.