* عِنْدَكِ الا حاجَةُ التَّفَكُّنِ*
فوصْفُه العارِفَ بالمُسْتَيْقِن يُقَوِّى أنه غيره ومما يُبَيِّن ذلك ما نَراه فى أشْعَارهم من تَوَقُّفهم عند وُقُوفهم فى الدِّيار لطُول العَهْد وتَعَفِّى الرُّسُوم ودُرُوسها حتى يُثْبِتوها بالتأَمُّل لها والاستِدْلال عليها كقوله
وقَفْتُ بها من بَعْدِ عِشْرِين حِجَّةً |
|
فَلأْيًا عَرفْتُ الدارَ بَعْد تَوَهُّم |
وقال
* تَوَهَّمْت آياتٍ لها فَعَرَفْتُها*
وقال
* أمْ هَلْ عَرَفْت الدارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ*
* قال محمد بن السرىّ* قالوا فى قوله بَعْد توهُّم تَوَهَّمت الشىءَ ـ أَنْكَرته وعند التِبَاس الشىءِ وإشْكاله يُفْزَع الى النظَر ويُرْجَع الى الدَّلِيل وكذلك قَول رؤبة
* أمَا جَزَاءُ العارِف المُسْتَيْقِن*
أى المُتَوقِّف المُتَبَيِّن لآثارِكِ ورُسُومِكِ الى أن يُثْبِتَكِ كقول عنترة فى ذلك* أبو عبيد* يَقْنِت الأمر يَقَنًا من اليَقِين* قال أبو على* يَقْنِته يَقْنا ويَقَنًا من اليَقِين يَرْويه عن أبى بَكْر محمدِ بن السرىِّ عن ثعلبٍ* قال سيبويه* تَيَقَّنْتُ الأمْرَ واسْتَيْقَنْته* غيره* تَيَقَّنْت به واسْتَيْقَنْت به* وقال* حَقَقْت الأمْرَ أحُقُّه حَقًّا وتَحَقَّقْتُه ـ تَيَقَّنْته وهو الحَقُّ وجمعه حُقُوق وحِقَاق وحَقَّ الأمْرُ يَحِقُّ ويَحُقُّ حَقًّا وحُقُوقا وأحْقَقْتُه ـ صَيَّرته حَقًّا وحَقَقْته وحَقَّقته ـ صَدَّقْته وحَقَقْت الأمْرَ أحُقُّه حَقًّا وأحْقَقْته ـ كُنْتُ منه على يَقِين وحَقَقْت حَذَر الرجُل أحُقُّه حَقًّا وأحْقَقْته ـ فَعَلْتُ ما كان يَحْذَر وحَقَقْته على الحَقِّ وأحْقَقْته ـ غَلَبْته وحَقَّ يَحِقُّ ويَحُقُّ حَقًّا وجَب وهو من ذلك* قال أبو على* ومن العِلْمِ الدِّرَاية ـ هى مثلُ ما تقدَّم فى أنها ضَرْب من العِلْمِ مخصوصٌ* سيبويه* هو حَسَن الدِّرْية والدَّرْية يَذْهَب الى أن الفَعْلةَ قد تَدُلُّ على ما تَدل عليه الفِعْلة من الحالِ وكأنه من التَلَطُّف والاحْتِيال فى تَفَهُّم الشىء أنشد أبو زيد