والسمو المعنوي.
وفي الختام إذا أردنا أن نقرّب الفكرة بمثال عرفي يمكن لنا أن نشبه لحن وطريقة الخطاب القرآني في الآيات المذكورة ، بلحن وطريقة مخاطبة المعلم لتلامذته حيث يقول لهم : أنا قد بيّنت لكم الدرس بصورة واضحة وأزلت من إمامكم كلّ حالات الغموض والإبهام الموجودة في المادة ، فما بقي عليكم إلّا المثابرة والجد والدراسة على أحسن وجه ، فمن يفعل منكم ذلك فسأمنحه الدرجة الكاملة ، وأُفيض عليه عطايا أُخرى حسب إرادتي ومشيئتي.
فمن الواضح هنا أنّ المعلم قد ربط مسألة الفيض على الطالب أو عدم الفيض بإرادته ولكنّه في نفس الوقت لاحظ صلاحيات الطالب ومواهبه واستعدادته ومدى استفادته من الجهود التي بذلها الأُستاذ في بيان الدرسي وتوضيحه. (١)
__________________
(١). منشور جاويد : ٤ / ٣٧٨ ـ ٣٨٥.