والعفص يقارب القابض في الطعم ، لكن القابض يقبض ظاهر اللسان ، والعفص يقبض الظاهر والباطن معا.
المسألة الثانية : في اجتماع الطعوم
اعلم أنّ بسائط الطعوم عند الأوائل هي التسعة المذكورة (١) ، وعند معتزلة البصرة أنّ الطعوم الخالصة خمسة : الحلاوة والحموضة والمرارة والملوحة والحرافة ، وما عداها يجوز أن تكون بسيطة ويجوز أن تكون مركبة.
وقد يجتمع طعمان في جرم واحد مثل اجتماع المرارة والقبض في الحضض (٢) ، ويسمى البشاعة. ومثل اجتماع المرارة والملوحة في السّبخة (٣) ، ويسمى الزّعوقة (٤). ومثل اجتماع الحلاوة والحرافة في العسل المطبوخ. ومثل اجتماع المرارة والحرافة والقبض في الباذنجان. ومثل اجتماع المرارة والتفاهة في الهندباء (٥). ويشبه أن تكون هذه الطعوم إنّما تكون بسبب أنّها مع ما تحدث ذوقا يحدث بعضها لمسا
__________________
(١) راجع توابع المزاج من الفن الرابع من طبيعيات الشفاء.
(٢) حضض : شجرة مشوكة لها أغصان ، طولها ثلاثة أذرع وأكثر ، وعليها الورق ، وهي شبيهة بورق شجر البقس ملزّز ، ولها ثمر كالفلفل ، ملزز مرّ المذاق أملس ، ومن هذه الشجرة يتخذ الحضض. المعتمد في الأدوية المفردة : ٩٧ ـ ٩٨.
(٣) سبخة : أرض ذات نزّ وملح. القاموس ١ : ٥١٦.
(٤) طعام زعاق : كثير الملح. لسان العرب ٦ : ٤٥.
(٥) الهندب ، والهندبا ، والهندباء ، والهندباء : وهو بقلة من احرار البقول ، يمدّ ويقصر. قال الأزهري : أكثر أهل البادية يقولون هندب ، وكل صحيح. لسان العرب ١٥ : ١٤٦.
وهو برّي وبستاني ، كريه الطعم ، بارد يابس درجة أولى. وبرودة البستاني منه أكثر من برودة البري ، وأقلّ يبسا ، والبرّي منه أقوى مرارة ، وأشد كراهية. وكلاهما قابض ، مبرد جدا للمعدة. المعتمد في الأدوية المفردة : ٥٣٩ ـ ٥٤٠.