دور ورقة في كتابات بعض النصارى
وقد أثارت هذه القصة الكثير من تعليقات بعض الكتاب لدى النصارى الذين حاولوا أن يجعلوها شاهدا على أن رسالة الإسلام كانت من إيحاء ورقة الذي لا بد من أن يكون حدّث النبي ببعض أحاديث التوراة والإنجيل ، بالمستوى الذي استطاع فيه أن يحصل على استيعاب كبير لثقافة النصرانية واليهودية ، ليبدأ نشاطه الرسالي في دين الإسلام من خلال ذلك. وبذلك اعتبر الإسلام بدعة نصرانية في حركة تحريف وابتداع.
ولكننا نلاحظ على ذلك ، أن هؤلاء الذين انطلقوا من هذه الرواية للقصة ، ليطلقوا لخيالهم العنان في البناء عليها في إرجاع الإسلام إلى إيحاء ورقة النصراني ، لم يلاحظوا أن الرواية تؤكد على وفاة ورقة في وقت قريب من الحادثة ، كما تتحدث عن إيمانه به ، وأمنيته بأن يمتد به العمر لينصره نصرا مؤزرا ، مما لا يجعل هناك أية فرصة للمزيد من الدراسة عليه ، ولكنه خيال هؤلاء الكتاب الذين حاولوا إثارة مثل هذه التخيلات التي يريدون من خلالها الإساءة إلى أصالة الإسلام وإلى صدق الوحي ، كما أننا نرى فيها خيالات القصّاصين والرواة الذين أرادوا أن يضعوا على لسان الصحابة أو زوجات النبي ، بعض ما يرضي خيالات الناس لهذا الحدث العظيم من دون التفات إلى ملامح الكذب في مثل هذه القصة ، مع ملاحظة مهمّة ، وهي أن اختلاف هذه الروايات بشكل واضح يوحي بالخلفيات التي تكمن وراء ذلك ؛ والله العالم.
* * *
القراءة مبتدأ المعرفة
(اقْرَأْ) لأن القراءة هي مبتدأ معرفتك بالرسالة .. كما هي الدعوة إلى أن يكون هذا الدين انطلاقة في آفاق العلم الذي ينطلق من القراءة الواسعة في