الفكرة هي أن هذه السماوات السبع مبنيّة على أساس الشدّة التي توحي بالتماسك والتوازن والاستقامة ، بحيث لا مجال لأية حالة خلل فيها من جميع الجوانب.
(وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً) وهي الشمس التي تمنح الضوء والدفء والحرارة التي يتوقف عليها نمو الحياة ، كما تخضع لها حركتها في جميع الموجودات الحيّة والنامية والجامدة.
(وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً) وهي السحب الممطرة التي ينزل منها الماء كما لو كنت تعتصره من شيء ممتلئ به. والثجّاج : الكثير الصّبّ من الماء المتعدد في مواقعه وفصوله وأوضاعه ، بحيث يتكرر بطريقة حكيمة مدروسة.
(لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً) متنوّعا في أشكاله وخصائصه مما يحتاجه الموجود الحيّ في غذائه الطبيعي.
(وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً) أي ملتفة أشجارها بعضها على بعض.
* * *
من وحي مدلول الآيات
علام يدل هذا كله؟ ألا يدل على أن الكون كله خاضع للقوّة الإلهية المدبّرة التي خلقته وخطّطت له ، ودبرته تدبيرا محكما ، بحيث لا مجال فيه لأيّ انحراف وابتعاد عن خطه المرسوم له ، كما يدلّ على شمولية القدرة وامتدادها بحيث لا يعجزها شيء؟ فإذا كنت تملك الخلق والتدبير في موقع معين مليء بالصعوبة والتعقيد ، فإنها تملك مثل ذلك في موقع آخر مماثل أو أقلّ صعوبة.