(هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى) عليهالسلام
وإذا كان هؤلاء الكافرون ، المكذبون بيوم القيامة ، المستهزئون بالرسول وبالرسالة ، يقفون مثل هذا الموقف العدواني ضدّك ، فقد تحتاج إلى أن تذكرهم بحديث موسى عليهالسلام وفرعون ، ليكون ذلك عبرة لهم ، في ما يمكن أن نثيره في نفوسهم من الخشية في قضية المصير ، لأنهم يقفون في موقف فرعون ، بينما تقف ـ أنت ـ في موقف موسى عليهالسلام.
(هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى) في قصته الموحية المتحركة في أكثر من قضية؟! ولكن المسألة ، هنا ، هي اختصار الأحداث في الحدود الفاصلة التي تمثل مفاصل الواقع الرسالي في مواجهة التحديات.
(إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) وهذا هو اسم الواد المقدس ، الذي كان موسى عليهالسلام يقف فيه في بداية الرسالة ، وكانت المهمة الحاسمة الصعبة في انتظاره.
* * *
فرعون الطاغي
(اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) فقد عاش الطغيان الذاتي في استكباره المعقّد الذي جعله يوحي إلى نفسه بأنه في موقع الإله الذي يريد من الناس أن يتعبّدوا له ويطيعوه في كل شيء ، كما عاش الطغيان في العلوّ الذي يتطلع من خلاله إلى الناس من فوق ليستضعفهم ويسخّرهم لمصالحه ولأشغاله ولأطماعه ، من دون أن يحترم إنسانيتهم ، حتى بلغ به الأمر أنه أمر بذبح أبناء بني إسرائيل واستحياء نسائهم .. وإذا بلغ الطغيان مثل هذا المستوى ، فإن الله لا يرضى إلا بتغيير الواقع الاجتماعي إلى وضع أفضل ، مما يفرض التحرك نحوه بأية