من عدل بعض الأجزاء ببعض في التركيب» (١).
* * *
عظمة الإبداع في الخلق
وقد لا يكفي في تفسير هذه الآيات هذه الكلمات التي تتحدث عن الموضوع بصورة عامة ، فقد نحتاج إلى الإطلالة على بعض التفاصيل عن بعض الأسرار التي أودعها الله في الأجهزة التي ركبها في الإنسان مما يوحي بعظمة الإبداع في الخلق.
فقد جاء في مجلة العلوم الإنجليزية ، في ما نقله عبد الرزاق نوفل ، في كتابه «الله والعلم الحديث» : «إن يد الإنسان في مقدمة العجائب الطبيعية الفذة ، وإنه من الصعب جدا ـ بل من المستحيل ـ أن تبتكر آلة تضارع اليد البشرية من حيث البساطة والقدرة وسرعة التكيّف. فحينما تريد قراءة كتاب تتناوله بيدك ، ثم تثبته في الموضع الملائم للقراءة. وهذه اليد هي التي تصحح وضعه تلقائيا ، وحينما تقلب إحدى صفحاته تطبع أصابعك تحت الورقة ، وتضغط عليها بالدرجة التي تقلّبها بها ، ثم يزول الضغط بقلب الورقة. واليد تمسك القلم وتكتب به ، وتستعمل كافة الآلات التي تلزم الإنسان من ملعقة إلى سكين ، إلى آلة الكتابة ، وتفتح النوافذ وتغلقها ، وتحمل كل ما يريده الإنسان .. واليدان تشتملان على ٢٧ عظمة و ١٩ مجموعة من العضلات لكل منها» (٢).
* * *
إبداع خلق الأذن
وجاء في كتاب «العلم يدعو إلى الإيمان» :
__________________
(١) تفسير الميزان ، ج : ٢٠ ، ص : ٢٤٩.
(٢) نوفل ، عبد الرزّاق ، الله والعلم الحديث ، مؤسسة دار الشعب ـ القاهرة ، ص : ٥٢.