بالكلمات ، بل لا بد فيها من الإرادة الإنسانية في الاستقامة على خط الهدى ، التي تدفعه إلى البحث والرغبة في الاستماع إلى كل الكلمات التي تعالج الحق ، وتدعو إليه ، مما يثير فيه قلق المعرفة المتطلعة إلى كل جديد في هذا المجال ، فمن لم يرد الاستقامة ، فكيف يمكن أن يكون القرآن ذكرا له؟
* * *
لله المشيئة كلها
(وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) فقد تملكون ـ في كيانكم ـ حركة المشيئة الذاتية ، في ما تملكون من عناصر الاختيار ، ولكن مشيئتكم لا بد من أن تخضع للمشيئة الإلهية في تقدير النظام الكوني الذي تتحرك الأشياء في دائرته ، فلا يملك العبد استقلالا مطلقا عن الله تعالى حتى في نطاق حريته المرتبطة بالمشيئة الإلهية بطريقة أو بأخرى.
* * *