السؤال عليها : هل هناك ذنب جنته لتدفن حيّة ، وهي في السّنّ التي لا تحمل فيها أية مسئولية؟ وإذا كانت في مثل هذه السّنّ ، فإن أنوثتها لا تصلح أن تكون ذنبا ، ولم تفعل أي شيء آخر. ولم يكن هذا السؤال للاستفهام ، بل لتسجيل الموقف العادل في المسألة ، لأن المسألة لا تملك احتمالا آخر ، فإن العدالة هي التي تقتص من الفاعل انطلاقا من شعار يوم القيامة (الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ) [غافر : ١٧] ، لا سيما إذا كان المظلوم ممن لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرّا.
* * *
نشر الصحف وكشط السماء
(وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ) وهي صحف الأعمال التي تنشر للحساب فلا خفاء هناك ، ولا غموض ، لأن المسألة ، في ذلك الموقف ، هي مسألة الحقيقة التي يخشع الجميع أمامها بين يدي الله ، ليقفوا عراة أمام كل التاريخ ، ليواجهوا عري الواقع الذي كانوا يخفونه خلف الأقنعة المتنوعة التي قد تصوّر الباطل بصورة الحق ، فإذا به مكشوف بكل تفاصيله.
(وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ) وربما المراد بالكشط هنا ، إزالة هذا الغطاء الذي يخيل للناس ، في رؤيتهم الساذجة ، أنه يخفي الحقيقة الخفية في السماء ، فينكشف كل شيء في داخلها.
(وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ) وتوقّدت والتهبت وازدادت حرارة ولهيبا لتنتظر الوقود الذي يزيد في اشتعالها من الناس والحجارة.
(وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ) أيّ قرّبت وأدنيت من القادمين إليها من المؤمنين المتقين الذين جعل الله الجنة جزاء إيمانهم وتقواهم ، ليسهّل لهم دخولها ، فلا