مدلول الكلمتين. وقد لا يكون هناك أيّ ابتعاد عن التناسب في الجمع بين هاتين الفاكهتين اللتين تمثلان موضع نعمة الله المادية ، كما هما الكلمتان التاليتان اللتان تمثلان منطلق نعمة الله الروحية. والله العالم.
(وَطُورِ سِينِينَ) وهو جبل سيناء الذي كلم الله تعالى فيه موسى بن عمران عليهالسلام.
(وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) وهو مكة التي جعلها الله بلدا آمنا ، كما جاء في قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ) [العنكبوت : ٦٧]. وفي دعاء إبراهيم عليهالسلام ، كما حكى الله عنه في القرآن : (رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً) [البقرة : ١٢٦].
* * *
خلق الإنسان في أحسن تقويم
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) في بنيانه الجسدي الذي تقوم به حياته ، ويثبت به وجوده. وإذا كان الله يتحدث عن الجانب المادي الذي يتمثل به الكيان الجسدي ، في ما يرتفع به إلى المستوى الأحسن الذي يوحي بالمستوى الأفضل والأرفع ، فلا بد من أن يكون الحديث عن ذلك مدخلا إيحائيا للاستعداد الإنساني الذي يملكه الإنسان في عقله وروحه وشعوره وحركته للارتفاع بعمله للوصول إلى المستوى الأرفع في السموّ الروحي ، ليكون الأحسن في التقويم الروحي ، وهذا ما نستفيده ـ إيحائيا ـ من الحديث عن الجزاء ، أو عن يوم الجزاء الذي يمثل مستوى التفاضل في المصير.
* * *
ردّ الإنسان أسفل سافلين إلّا المؤمنين
(ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ) في جسده ، كما في عقله ، ووعيه الذي يبدأ في