بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الآيات
(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (٣) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤) ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (٥) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٦) فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (٧) أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) (٨)
* * *
نعم الله المادية والروحية
(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) الظاهر من هاتين الكلمتين اللتين أقسم الله بهما ، أن المراد بهما ، الفاكهتان المعروفتان المتميزتان بخصائص غذائية ومذاقية معينة ، تجعلهما في موقع الإبداع من خلق الله ، وفي موقع النعمة من نعم الله. وقد جاء في بعض التفاسير ، أن المراد بهما شجرتا التين والزيتون ، وقيل : المراد بالتين الجبل الذي عليه دمشق ، وبالزيتون الجبل الذي عليه بيت المقدس ، وقيل : إن المناسبة في إطلاق الفاكهتين على الجبلين باعتبار أنهما منبتاهما ، ولعلّ القسم بهما لكونهما مبعثي جمّ غفير من الأنبياء.
وربما كان هذا التوجيه ناشئا من محاولة إيجاد نوع من التناسب بين هاتين الكلمتين وبين الكلمتين التاليتين ، ولكن ذلك خلاف الظاهر في طبيعة