مشاكل كبيرة.
(وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) فقد انطلقت في الحياة من الواقع الرسالي الذي يحدد للناس طريقهم المستقيم ، ويبتعد بهم عن الانحراف والضياع. وبذلك كان الضلال لا يمثل السير في الخط المضاد للهدى ، أو المنطلق مع الانحراف ، بل يمثل فقدان الخط الذي يحدد نقطة البداية والنهاية في ما هو خط السير ، فرعاك الله بهدايته في ما ألهمك من الرأي السديد ومنحك من الفكر العميق وأنزل عليك من رسالته.
* * *
الله المغني
(وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى) أي فقيرا لا مال لك ، وهذا هو معنى العائل ، فقد كنت لا تملك أي مصدر من مصادر المال ، ولكن الله هيّأ لك الغنى ، بما أعطاك من أسباب الرزق ، وذلك من خلال زواجك بخديجة بنة خويلد التي كانت تملك المال الوفير فوهبته لك.
وهكذا رأيت صنع الله بك ، ورعايته لك ، وعطفه عليك لتنفتح على مشكلة اليتيم العميقة في داخل وعيه ونظرته البائسة المشفقة إلى الحياة من خلال الخوف الذاتي الناشئ من فقدان الحضن الذي يوحي إليه بالشعور بالقوّة ، ويمنحه الإحساس بالثقة ، وابتعاد أجواء العطف والحنان عنه ، مما يجعل إحساسه قلقا حائرا يبحث عن الكلمة الحلوة ، ويتعقّد من الكلمة الشديدة القاسية.
* * *