وأدوارهما الوجودية مع كونهما خلقا واحدا.
وربما كانت مصدرية بمعنى أقسم بخلق الذكر والأنثى اللذين يمثلان التنوع الذي تتكامل به الحياة المتحركة في خطين ، الملتقية في وحدتها الوجودية في حركة استمرار الإنسان. وربما كان هذا الوجه قريبا ليتناسب مع طبيعة الليل والنهار اللذين يمثلان التكامل الزمني في امتداد التوازن في النظام الكوني ، كما يمثل الذكر والأنثى التكامل الحي في حركة الوجود المستمر.
والظاهر أن المراد بالذكر والأنثى المعنى الشامل في كل الوجود الحيّ.
* * *
جزاء العطاء والتقوى والتصديق بالحسنى
(إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) فهو مختلف في دوافعه ومواقعه ونتائجه في ما يخضع له من ذهنية الإنسان واختياره ، من خلال ما يختلف فيه الناس من ذلك ، كما هو الليل والنهار في النور والظلمة ، فلا يتّحدون في حركتهم في الوجود ، بل يظلّون مختلفين في كل المسار المتنوع في حياتهم ، لا سيّما في علاقتهم بالله التي يتحرك فيها البشر على خطين يختلفان في طبيعتهما ، كما يختلفان في نتائجهما.
(فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى) من خلال ما يمثله العطاء من معنى إنسانيّ منفتح على المسؤولية الاجتماعية في مشاركة الإنسان للناس المحرومين في إزالة حرمانهم بما أعطاه الله من مال ، وفي ما تمثله التقوى من التزام بالخط المستقيم في العقيدة والحركة والمنهج والعلاقات ومراقبة الله في صغائر الأمور وكبائرها ، ليكون السعي في كل الأمور خاضعا للإرادة الإلهية في ما يخافونه من مقام ربهم ، (وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) في ما وعده الله من العاقبة الحسنى من الثواب الجزيل على أعمال الخير على أساس خط الإيمان والعمل الصالح ، فيكون عمله على