خلقه وتمثل الكرامة الإلهية التي يستفيدون منها الغذاء الدائم الذي يكفيهم جميعا.
* * *
الناقة المعجزة
(فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها) فلا تمسّوها بسوء ، واجعلوا لها يوما تشرب فيه من ينابيع الماء الموجودة لديكم ، ليتحوّل ذلك إلى لبن تتغذون منه ، واجعلوا لكم يوما آخر ، فهذه هي النعمة العظيمة التي أنزلها الله لتكون في مستوى الآية المعجزة ، وهذا هو البلاء الذي يمتحنكم فيه ليختبر ـ في ما يظهر من مواقفكم ـ صدق إيمانكم وكذبه. ولكن الطغيان الذاتي والطبقي الذي جعلهم يعيشون ذهنية الاستعلاء على الناس ، ولا سيما المستضعفين منهم ، منعهم من الانسجام مع هذه الدعوة الواضحة في مواقع الحق فيها ، وموارد النصح في نتائجها ، مما لا مجال فيه لريب أو شبهة. ففكروا أن صالحا ـ وهو المستضعف فيهم ـ جاء ليحقّق لنفسه امتيازا اجتماعيا ـ في ما يخيّل إليهم ـ على حساب امتيازاتهم ، واستغرقوا في ذلك بحيث شعروا بالخطر ، فأغلقوا قلوبهم عن سماع دعوته ، وتمادوا في البغي حتى قرروا ـ فيما بينهم ـ قتل الناقة ، وأوكلوا تنفيذ ذلك إلى بعض سفهائهم (فَكَذَّبُوهُ) ليكون إعلان التكذيب أساسا لأيّ عمل عدوانيّ يقومون به ضدّه ، ليكون مقبولا عند الناس.
* * *
غضب الله على قوم صالح
(فَعَقَرُوها) ليقتلوا الشاهد الأساس على صدقه الذي يمثل حركة يوميّة في مستوى النعمة الكبيرة والمعجزة البارزة على أن صالحا مرسل من ربّه