التي لا يملك الإنسان ، عند ما يراها أو يكتشفها ، إلا أن يدرك أن الله الواحد العظيم الحكيم هو الذي أبدع هذا الحيوان ليقوم بدوره الكبير في النظام العام للحياة ولحركة الإنسان فيها.
* * *
من خلق السماء ونظمها؟
(وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ) هذه السماء العظيمة الواسعة الممتدة في كل الأفق ، التي لا تملك أيّة ركائز ثابتة في الأرض ، في ما اعتاد النظر فيه أن يبحث لكل شيء معلّق في الفضاء عن القواعد التي يملك الثبات في الموقع المرتفع من خلالها ، وهذه السماء التي تمنحك الدفء والنور وحرارة النموّ في مفردات الحياة ، من خلال الشمس التي يتدفق النور منها كالشلال ، عند ما يتحرك الشروق بقوّة في كبد السماء في انطلاق النهار ، ويفرّ النور من الأفق تدريجيا بلطف وسحر ونداوة ووداعة ، في غروبها الجميل البديع ، عند ما يتقدم الليل ليأخذ موقعه في أرجاء السماء وفي آفاق الأرض ، حيث تتلألأ الكواكب ، حتى ليبدو لك من بعيد ، بالنظرة الساذجة ، أنها المصابيح التي تزيّن الأفق ، وتبدع النور الهادىء ، وتشير إلى مواقع السبل التي تحدد للناس خط السير في ما يقصدون. ثم ، قد ينطلق القمر في رحاب هذه السماء ، ليمنح الكون نورا باردا رقيقا ممزوجا بسحر الظلام ، فإذا بالسحر يتضاعف في هذا المزيج العجيب من النور والظلام ، بسبب ما يلقي من ظلال ، وما ينهمر من شعاع ... أفلا ينظرون إلى هذه (السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ) مع كل هذه الضخامة وهذا الامتداد والتنوّع في عناصرها المكوكبة التي قد تكون في طبيعتها تحمل أكثر من عالم ، وأوسع من كون؟ هل رفعت نفسها؟ هل خلقت وجودها؟ هل كانت صدفة ، أم أنها من تقدير العزيز الحكيم ، مبدع الوجود كله؟
ويبقى للإنسان في تطور النظرة ، وتطوّر البحث ، وتقدّم المعرفة ، الكثير