عربية. واللغة الدارجة اذا كانت عربية وفصيحة فمن الضروري ان لا نترفع عن ذكرها أو أن نحاول التباعد عن الشعب ولغته لنكلمه برطانة أو بألفاظ غريبة عنه فنظهر قدرة. ولا تزال الامم هذا شأنها في الافهام كما ان ترك الفصحى جانبا جناية أخرى ولم تهمل أمة لسانها الادبي فالعمل الذي اقترحه طبيعي ومألوف وفيه اعداد إلى الفصحى دون كلفة. وبذلك يصح أن نستخدم العامية بتحوير قليل حتى تكون فصحى. إذ لا يعوزها أحيانا إلا الاعراب والا ضبط بعض الكلمات أو تحويرها قليلا.
وعلى كل حال يصلح الادب البدوي والريفي للتدقيق ويتخذ منه الفصيح. وهذا ما دعا أن نقول مرارا ان المعرفة سابقة للاصلاح. وبهذا تدعو الضرورة لتدوين هذا الادب بأنواعه وتكوين مجموعات منه فنخدم الفصحى ونقرب لغة السواد منها.
وكنت كتبت في الصيد ، وفي عرف العشائر وفي الخيل ، والابل وسائر ما يصلح أن يكون موضوع البحث الادبي. والمفروض ان ذلك معروف من طريق الاصلاح في موضوع الثقافة البدوية والريفية والمهم أننا لا نزال في حاجة إلى معرفة البادية والأرياف فلا تزال مجهولة لنا. ومع هذا فالمفروض أنها معلومة.