فإذا قلنا كان جرى بين شمر والعبيد كذا فالمقصود تعيين الاتجاه بينهما. ومن هذا القبيل قضايا القتل والمعارك. حاولت الادارة الاصلاح بين هاتين العشيرتين بقصد إماتة النزاع واجتثاثه من أصله. ومن ثم كان ما وصل إليه المحكمون لم يتجاوز الحل ظاهرا ، فلم يكن حاسما ، قاطعا للغضاضة.
كنت علمت من الشيخ جلوب الطرفة من شيوخ شمرطوكة أن المرحوم الشيخ عجيل الياور كان حينما سمع باشتباك العبيد مع عشيرة الصائح من شمر من جماعة المرحوم الشيخ جنعان الصديد سارع في أخبار رئيس عشائر زوبع (خميس الضاري) ، والشيخ جلوب من رؤساء شمر طوكة بأن لا يسمعوا قولا للشيخ جنعان حذر أن تتوسع الفتنة ، وأن ينتظروا ما يكتب اليهما. رجاهم أن لا يعملوا أمرا ، وأكد عليهم خوف انتشار الشر.
وهكذا رأيت رؤساء العبيد أبدوا رغبتهم في أماتة الضغائن. وكنت حاضرا في مجلس المذاكرة بلا علم مني أنهم جاءوا لهذا الغرض. كنت زائرا للمرحوم الشيخ حمد الباسل باشا ، فحبذ منهم الفكرة. وأبديت ما علمته من الشيخ جلوب. ولما علمت بأمر المذاكرة وان الاجتماع كان من أجلها ولم يلتئم المجلس بعد تركتهم وودعت الباشا. فأخبرت أنه تم الصلح ، لكنه لم يتم حقيقة. وحدثت بعد ذلك حوادث محزنة مما لا محل لإيرادها.
ثم أجتمع العبيد وشمر في ١٥ و ١٦ نيسان سنة ١٩٤٣ م ببغداد وفي هذا الاجتماع حضر المحكمون رؤساء العشائر الشيخ مشحن الحردان رئيس عشائر الدليم والشيخ محمد الرشيد البربوتي من شيوخ زبيد ، والشيخ حبيب الخيزران رئيس عشائر العزة.
وخلاصة ما جرى أن المنازع فيه لم يكن أمرا يخص المطالبة بدماء القتلى من الفريقين (شمر والعبيد) ، وانما القضية الواجبة الحل أن عشيرة الصائح ممن يرأسهم جنعان الصديد كانت تسكن الحويجة من مدة ، وكذا