التحولات الحديثة في توطين البدو في
الحاضر والمستقبل وآثارها الاجتماعية
والاقتصادية
الحرب العالمية الاولى والثانية مما نبّه من الغفلة ، وبصّر بحياة الاقوام في اظهار قدرتها ، وبالامكانيات العظيمة وحدودها الواسعة النطاق التي لا تزال في فيض وازدياد ونشاط ... وهكذا توالت الاتصالات بكثرة وسائط النقل ، وسهولة وصول الاخبار ، فأدت إلى اختلاط. وهذا الاختلاط قد شمل الكرة الارضية ... فهل تعد عشائر البدو بنجوة من هذه مع ان العربان غربان؟ أو انها لم تشاهد أوضاعها ، ولم تشعر بالقوة؟.
كفى ذلك أن يلفت نظر الساهي ، ويوقظ النائم ، والعشائر البدوية تحاول أن تنال نصيبها من هذه الحضارة وأن تكتسب ما اكتسبت الامم من قوة وعزم لا سيما وأن البدوي ممرن على الفتوة ، معود على النشاط ، فهو في حل ومرتحل ، لا يستقر على حالة ، بل هو في حركة دائمة لا يهدأ ، وهو أسرع لقبول التحولات الحديثة في النظم الاجتماعية على ان ترافقها حياة اقتصادية طيبة. يريد ما نريده نحن ، ويطمح إلى ما نطمح إليه إلا أننا نراه مكتوف الايدي ، مقيدا بالحالة الاقتصادية والامكانيات ، فلو تيسر له ذلك لا يتردد في قبول الحضارة بل هو أقرب إلى الظهور فيها. ولم يلجأ إلى الغزو في سالف عهده إلا لضيق ذات يده فهو في حاجة إلى التوجيه والمساعدة لينهض ويظهر.