العشائر الزبيديّة
من عشائر العراق المعروفة بكثرتها ومكانها ، وهي من العشائر القحطانية. منتشرة في مواطن عديدة وتاريخ ورودها إلى العراق يرجع إلى أوائل الفتح الاسلامي. وكان لها الاثر البليغ في الفتح على يد رجالها. توالت في ورودها ولم تنقطع. ولا تزال بعض أصولها أو عشائرها في جزيرة العرب. وانتشرت في الاقطار الاخرى في بلاد الشام وفلسطين ونجد ومصر. وفي الغالب نرى العشيرة وفروعها الكبيرة منتشرة في نجد والعراق أو مواطن أخرى من الاقطار العربية. جاءت مع الفاتحين الاولين ، وبقيت منها بقايا في مواطنها الاصلية ، أو أمكنة قريبة أو بعيدة بحكم مقتضيات حياتها من اقتصادية أو اجتماعية ، ومن ضيق أر ... فركنوا إلى اخوانهم في الاقطار القريبة. ورأوا من جراء الصلات القومية ترحيبا كما كانوا قوة مناصرة.
ورد العراق الامير عبد الله بن جرير البجلي بقبائله بجيلة ومذحج ومنها زبيد. وكانت الامارة العامة لابن جرير كما ان رئاسة زبيد كانت لعمرو بن معد كرب ، فشوهد لهم الاثر المحمود في الفتوح الاسلامية الاولى ، ووقائعهم مدونة. ولا يزال يردد المؤرخون أخبارهم ، وخدماتهم للاسلام في استقرار فتوحه في مختلف الصفحات التاريخية المجيدة.
وهذه العشائر لحقتها تطورات عديدة ، وبطول الزمن تبدلت فأصابتها تحولات لا تحصى ، فاكتسبت أسماء جديدة أو ذابت في المدن. ويهمنا منها (عشائر زبيد) الحاضرة إذ لم تعرف اليوم بجيلة ولا مذحج. وبين العشائر الحاضرة من كان نزوحه إلى العراق متأخرا ، والقديمة تفرّق غالبها وانتشرت في مختلف الانحاء العراقية ، والاقطار الاخرى. ولا يكاد يجد المرء صلة بين بعض عشائرها لكن الصلات لا تزال مشهودة من نواح عديدة ، تؤديها النصوص التاريخية ، ويقطع بتلك القربى ، فلا ينكر أمرها ، ولا يستراب فيه. ولا يكفي هذا دون أن نورد النصوص في توزع هذه