ولا تغفل معرفة بل تكون على بصيرة تامة. وفي هذا لا تخسر الدولة بل ربحها في ان لا تخسر ما يتوقع حدوثه من جراء حركة طائشة أو خرق من موظف فتؤثر فيها وفي العشيرة أو العشائر. ولا نقطع بأهمال الوقائع أو وهنها. وليس كل الوقائع مما يصح أن ينتفع به. ولا يقال في الاهمال والاغفال إلا لما كان تافها لا يستحق الالتفات.
والامر المهم ان لا تعد من المصلحة اذلال هذه العشائر بالنظر لما وقع أو يقع. وانما المطلوب التفاهم من طريقه وان لا ترضى بوجه ان تتحكم هذه وامثالها بالعشائر الصغيرة بل يجب الاحتفاظ بالموازنة ، ومراعاة العدل ، فلا تقبل الدولة بالاعتداء بامل كسر نشاط عشيرة واذلالها لتنقاد للموظف الطائش واتخاذ الذرائع للوقيعة بها لا ان تفسح المجال بل تمنع من الاعتداء في مراعاة الهدوء والراحة. وفي هذا ربح. والطيش مذموم في كل الاحوال.
وفي آب سنة ١٩٤٦ م من شهر رمضان سنة ١٣٦٥ ه جرى حادث مؤلم بين شمر وبين ألبو متيوت والجحيش في أنحاء الموصل ، فوقعت مذابح طاحنة بين الفريقين تضاربت الآراء في أصل وقائعها ، والسبب الداعي لها. ومن مراجعة حوادث سنين نرى وقائع عديدة بين شمر والعكيدات ، وبينهم وبين عشائر أخرى. والسبب ان هذه العشيرة لها مكانتها من أيام العثمانيين ، وحوادثها معروفة في أنحاء سنجار. وهي شغل الحكومة الشاغل. ولكنها اليوم صارت في (الحدود) من العراق فلا تنكر مكانتها من حيث السياسة ومن نواحي عديدة لا يهمل شأنها ، ولا يصح أن تترك ...
ومن أخرى قوة لا يخشى منها المجاورون ، وربما تتحكم بهم ولا تلين لهم ، وعلى كثرتها ليس لها مواطن رزق ، ولا مدار معيشة فتضطر أن تأخذ (الخاوة) أو (الخوة) ، وان تشتغل بالتهريب ، وان تتولى بعض الالتزامات من الدولة ، والعقود معها وتستدعي ما أدى إلى سخط المجاورين ، وغضب بعض التجار في الموصل بوضع اليد على مثل هذه الامور ، فزاد التذمر منهم ، وكان هؤلاء أي شمر يملكون قرى في سنجار ،