وبيت الرئاسة في (العبد الله) وكانت الرئاسة قبل هذا في الجحيش في فخذ (الفرج) ولذا يقولون : «أصل زبيد حنايا الفرج ، والباقي من هيت وعانة». أي نحن أصل قبائل زبيد ، وأما الباقون فمن هيت وعانة أي أن الرئاسة فينا نحن آل فرج. ولهذه الشهرة والشيوع أصل تاريخي ، وهو أن زبيدا كانوا في أعالي الفرات في أطراف عانه وما فوقها كانت لهم وقائع مهمة مع طيىء كما أشير إلى ذلك في تاريخ العراق بين احتلالين (١) ، والظاهر أن الوقائع توالت فمال قسم إلى هذه الانحاء. ولا يزال يتكوّن فريق كبير من الجحيش في أنحاء الموصل ... وهؤلاء في نزوحهم إلى هذه الجهات بقوا محافظين على رئاستهم لكثرتهم فغطت على الرؤساء القدماء من (الفرج) ... والا فلا نجد لهذا الشيوع ما يعوّل عليه تاريخيا. ومن المحتمل أن الرئاسة كانت في الجحيش في فخذ الفرج ، ثم صارت إلى (العبد الله).
لم نستطع أن نعرف جهات الاتصال بين هذا الفخذ (فخذ الرئاسة) وبين ما اشتقّ منه باتقان لطول عهد الرئاسة ، وعدم الحفظ لهذه الصلة. وهكذا يقال عن جهة القربى بين عشيرة وأخرى من عشائر زبيد. ولا ننسى أن زبيدا أنظمت اليها عشائر أخرى اما للاعتزاز بها ، أو للطمع والاستفادة من سطوتها وشهرتها ، أو لاسباب أخرى. وقائعهم في تاريخ العراق بين احتلالين.
ذكر البسام ثلاثا من عشائرها. وهذه اليوم كل منها استقلت بكيانها ، وتعدّ كثيرة كبيرة ، ولا تراعى علاقة الواحدة بالاخرى هذا مع العلم أن صيحة الجميع واحدة ، ولا تسكت الواحدة عما يصيب الاخرى ...
وكلهم يعرفون الرئاسة العامة وانها في (آل عبد الله) إلا انها اليوم لا تكاد تتجاوز حدود الاعتراف دون التدخل الفعلي ، وان رئيس كل عشيرة أعظم نفوذا من الرئيس العام. بل لا تنفذ إلى ألبو سلطان ، ولا إلى السعيد.
__________________
(١) تاريخ العراق بين احتلالين ج ٢.