نظرة عامة
معرفة العشائر الريفية لا تتوقف على التاريخ وحده وان كان من أهم العناصر ، فالنصوص مبصرة قطعا ، كما لا تكفي بعض المشاهدات وتدوينها وحدها. أو بيان الظواهر البارزة وانما تهمنا الحياة العشائرية بدقائقها ، والعوامل الفعالة بحذافيرها ، وطريق ادارة هذه الحياة مما لا يتحصل من النصوص التاريخية وحدها ، ولا من تلك الظواهر البارزة بل من الملامسات الحقة والاتصالات بهم وبآدابهم مقرونة بتعاملاتهم ...
واعتقد ان هذه كلها بصورة شاملة تؤدي بنا إلى التوجيه الحق في حل المشاكل والنظر الصادق في (العشائر الريفية). وربما عددناها معضلة من أعوص المعضلات. ومن الضروري اثارة أمرها بين حين وآخر مقرونة بالاطلاع القريب والبعيد مما يسهّل ادراك صور الحل. ولا نريد أن يكون ذلك تابعا لمواسم خاصة او حالات ووقائع منفردة بل الغرض أن نتمكن من اجتياز هذه المرحلة إلى المعرفة المكينة لاصلاح الحالات المختلفة أو البت في الشؤون المعقدة. والحل تابع للمعرفة من وجوهها. وبسببه تتيسر المعالجة من طريقها.
نريد أن نعلم قوام المجتمع في بداوته وأريافه معا. وهكذا ما هو شبيه بهما من (حياة القرية) في الاقوام التي لا تعرف سواها. والحياة البدوية تؤدي وجوبا إلى الحياة الثانية (حياة الارياف). وكلتاهما تنزع إلى الحضارة والامل أن تتقدم اليها خطوات. وحياة الكرد عندنا شبيهة بهاتين الحياتين إلا أن الوضع يدعو إلى تكوين القرية المتنقلة أو الثابتة. والاولى