كالشعر للارياف والامثال لهم أيضا. فنرى الاختلاف بين العدنانية والقحطانية واضحا.
ولا شك أن هذا التأثير مسبوق بعوامله الملحوظة قبل ورود القحطانية والعدنانية في عهد المسلمين. فان من كان قبل الاسلام اكتسب أدبا ولغة. وهذا أثر قليلا أو كثيرا على أصل هذه اللغات ، أو اللهجات ، ثم حدثت العامية بتأثير المسلمين بعضهم على بعض في اتصالهم وتغلب لغات بعضهم على بعض ، فصارت الآداب واللغة مختلطتين.
ولا تهمنا التحقيقات التأريخية القديمة وما طرأ عليها في هذه العجالة وإنما نحاول أن نبين أن الفروق موجودة بتأثير القحطانية أو العدنانية سواء كانتا متأثرتين ببعضهما أو بالمواطن التي حلتاها.
وأظهر ما لأدب الأرياف المنثور من الامثال وغيرها ، والشعر الريفي. وهذا منه : النايل ، والعتابة ، والسويحلي ، والميمر ، والروضة ... وأما القصيد (الكصيد) ، والهجيني ، والحداء والطواح فإنها مشتركة بين البدو والأرياف. إلى آخر ما هنالك مما له اتصال بالنغمات أو الاوزان العروضية ... ويختلف استعمالا في قلة أو كثرة. ففي بعض العشائر النائل أكثر وأتقن ، وفي بعضها العتابة ، أو الكصيد وسائر ما يشترك مع البدو من أغان وشعر ... وفيها يمتاز البعض عن بعض.
وهذه مستودع حكمة العشيرة في أمثالها وشعرها ، ورقة شعورها ، وتهذيب عقولها ، بما استعملت من معان. ولعل الطبيعي منه أقرب وأولى في تمثيل نفسياتهم ومجتمعاتهم. وجملة ذلك (أدب البادية) أو (ثقافة العشائر).