طبيعيا أو سهلا
ممتنعا ، وأن نخفف من عجرفتنا في استعمال المجازات لاظهار القدرة فنقرب بيانا من
السهل الممتنع.
والسواد الاعظم
يتأثر بالعامية وينجذب اليها. وما ذلك إلا أنها أقرب إلى أفهامهم ، فحرمنا أن يكون
لكل مقام مقال أو الغفلة عن حكمة" كلموا الناس على قدر عقولهم وفهمهم".
وللارياف الهوسات ، والحسكة ، وبوذية ، وكذا النايل والعتابة ... كما لهم أمثال
مهمة وللبدو القصيد ، والحداء ، والهجيني ، والطواح ... وكل هذه أدبها مهم ، ويقرب
إلى الفصحى بل لا نحتاج إلا إلى تعديل طفيف ليكون فصيحا.
والبدوي والريفي
اذا درسا (قواعد قليلة من النحو) مشفوعة بأمثلة أو أدركوا الامثلة منتزعا منها
القواعد القليلة فاقوا أهل المدن في لغتهم. فهؤلاء في آدابهم لامسوا الحياة ، فكانت رغبتهم فيه قوية ،
ونال عندهم مكانة مهمة وان الكلمة الواحدة تقيمهم وتقعدهم. وقد تؤدي الهوسة
الواحدة إلى اهاجة الحفيظة.
وليس في هذا دعوة
إلى الادب العامي. وانما ذلك ـ كما قلت ـ تقريب من الفصحى مما لديهم من المعرفة ،
فالادب يصح استغلاله لتوجيه الرأي العام. ولعل في تدقيق ذلك ما يستدعي التوجيه الحق
من طريقه أي طريق معرفتهم. وفي هذه الحالة يهمنا كثيرا ما لم يتباعد من الفصحى
بإثارة الادب العامي في مختلف صنوفه. فعندنا في البدو أدب له لهجته ، وادب ريفي في
الانحاء الجنوبية وهو الادب العدناني نوعا يشمل المنتفق وربيعة وما يمت اليهما.
وأدب ريفي آخر يشمل العشائر الطائية والزبيدية وما يتصل بهما أو هو الادب القحطاني
ولكل من هذه مزايا. واختلاف بعضه عن البعض الآخر.
وأقترح ان يطبق ما
في البادية من ثقافة على الأرياف بمقياس أوسع بأن نراعي المطالب التالية :
١ ـ وضع مجاميع في
أدب البادية والأرياف. فيختار منها ما هو