ذلك مقرونا بتدقيق الحادث ، وادراك صور الحل بمعرفة كنه الوقائع وما ينطوي ضمنها من آمال كل فريق. فالحذق يميط اللثام ويسهل أمر الحل. والمصاعب التي تعترض في هذا السبيل كثيرة جدا بل قد تكون بعيدة أو مبتعدة عن الغرض ، فتحتاج إلى سيطرة وتغلب. وهذه توضحها الحالات المشهودة والاوضاع ، فتكون أقرب إلى التفهم.
ولا نقول كل الوقائع بمثابة واحدة من التعقيد ، أو ما يخشى أمرها ويتوقع خطرها. ولكن الاولى ان نتدبر الموضوع من جميع وجوهه ليتيسر الوصول إلى حل صريح وصحيح أو نمضي في طريقة سالمة ناجحة في حسم النزاع.
ويلاحظ ان حياة العشائر الريفية تعين ما انفردوا به مثل المنازعات على الاراضي أو الاعتداء على المزروعات ، أو على الماشية ، أو غير ذلك من حقوق شرب أو حدود ... والاعتداء على الاشخاص أو على العرض ... فمن الضروري الاطلاع على أوجه الخلاف وبواعثه وحينئذ لا يصعب الحل بان ندرك ما وراء ظاهره من حاجات مدنية أو اقتصادية دعت للخلاف.
وبهذا تتفاضل قدرة (الحكم) أو (العارفة) ومهارة الاداري ونفوذ نظره. ولا ينكر ان بعض الحوادث تضطرب فيها الآراء فيخفي الغرض أو يتصلب المتنازعون فيعسر الحل ، أو ان الطرفين يحاولان الحسم الاداري بأي وجه كان ليعودوا إلى نضالهما ... أو أن يكون ذلك ممثلا رغبة أحدهما في الحل.
ومثل هذه يجب أن تعرف. فيوجه الهدف. وكل ما تباعد الطرفان فلا يدع الحازم تدبيره وإلا وذهب عمله هباء. وفي هذه الحالة يجب ادراك الحق وان لا يفلته الاداري ولا يهمل ما خفى ، أو ما كتم القوم ابداءه.
ذلك ما يعين حقيقة الاوضاع. وحينئذ نخشى أن نميل إلى أمر لا يعد صوابا. وكل واحد من المتنازعين في أدلته يستهدف غرضا. والرأي