عامة وتأخذ اللواء بطريق الالتزام أو المقطوع ، فالقدرة والادارة لها. ومن جراء ذلك كانت الوقائع محصورة فيها لاتصالها بالدولة ... فكان من الضروري الاتصال بتاريخ هذه الامارة.
وكانت عشائر بني لام تسكن الحجاز في جبال أجا وسلمى. وأصل موطنها اليمن ، والتاريخ مملوء بحوادثها ، وسبقت عشائر شمر في سكنى العراق وذلك في نحو القرن الثامن الهجري.
ويحكى عن بداوتها أنه كان بعض رؤسائها ابن عرّوج من الفضول. ومنهم من يقول ابن ياسر. كان تزوج بامرأة ثم توفي عنها ، وكانت قد عرفته بصفات حربية ، وشجاعة عظيمة. ثم تزوجت بأخيه بعد وفاته فقالت في وصفه حينما سئلت عنه :
الزول زوله والحلايا حلاياه |
|
والفعل ما هو فعل ضافي الخصائل |
تريد أن تقول ان هذا يشبه زوجها الاول في شكله وعلاماته الشخصية مشابهة تامة إلا انه يختلف عنه في أنه لم يكن فعله فعل زوجها ذاك ، ولا عمل ما عمله. وكان كامل الاوصاف دونه.
ويقال انه طرق سمعه ما نطقت به ، فعزم على الغزو. ذهب في طريقه وبعد أمد عاد إلى أهله بغنائم كبيرة وأموال وافرة ربحها في هذه الغزوة ، فاراد أن يبرهن على أن خصاله كاملة ، فانتبهت للامر ، فرحبت به بقصيدة كانت السبب في ان يغضي عنها ، ولا ينتقم منها. وردوا العراق ، وحصلوا على ما يعيشون به دون عناء مما أمات فيهم روح الغزو رويدا ، وزالت نفسيات الحروب ، مضى أمد طويل قضوه بالحروب للتسلط بنطاق واسع في لواء العمارة وما والاها. وأن هذه الحالة أدت إلى الراحة والدعة.
وفي هذه الحالة قطعت مراحل. وأصابتها حوادث فلّت من قوتها. ومن نظر إلى مئات السنين وجدها تطوى سريعا ، والتبدل يشاهد قليلا. وجلّ ما هنالك أنها تحكمت بالعشائر الصغيرة مدة ، ثم قويت ، فانتزعت منها السلطة رويدا رويدا.