العشائر الطائية
تشارك الزبيدية في نسب قحطان ، فالكل من نجار واحد. فاذا كان للعشائر الزبيدية الأثر الكبير في فتح العراق فإن الطائية كانت قد وليت إمارة العراق مدة ، وسكنته حينا وصار لها في عهد المغول ومن بعدهم الصوت الأعلى ، واكتسبت امارتها المكان الممتاز.
كانت الدول تخطب ودّها في العراق وفي الشام ومصر وفي الحجاز ومواطن عديدة ، فلا تكاد تعرف غيرها. غطّى اسمها على سائر العشائر أو تغلب. فالدول تحاول ارضائها أو تجتذبها إلى ناحيتها. والاصل ان امارتها كانت موحدة ، وقدرتها مكينة. كانت مجموعة موحدة. وانظمت اليها عشائر عديدة لا تحصى للاستفادة من هذه الوحدة والقوة فجذبت اليها ما لا يحصى من العربان ، وصار يأتمر بأمرها ، وينقاد بالطاعة لها.
والأمر الذي يؤسف له أنها لم تكن تعرف سوى الاحتفاظ بالرئاسة فتنازعتها ، وصار همّها الوحيد ، وهدفها الأسنى أن تبقى محتفظة بالرئاسة مما ادى إلى خذلان الكل وتفرقهم ، وصارت قدرة هذه العشائر ومحدودة من جهة ومصروفة إلى الأطماع العشائرية من جهة أخرى.
وهذه العشائر معروفة قبل الإسلام ، وليت إمارة العراق العشائرية مدة. ولم تكن مكانتها بأقل منها في خارج العراق. وجاءت النصوص متواترة لتأكيد منزلتها. والنسبة إلى طيىء عند الايرانيين تازي كما يقولون في ري رازي.