ودخلت سنة ١١١٩ تسع عشرة ومائة وألف :
وكان غرة محرم الحرام بالاثنين (١).
وفي يوم الأربعاء سابع عشر : وصل مورق لحضرة [مولانا](٢) الشريف من المدينة المنورة في مسك رجلين من أهلها. والسبب في ذلك : أن شيخ الحرم ورد إليه فرمان سلطاني بوضع الشمامة في الحجرة الشريفة ، لأن حين أرسلها شاه العجم (٣) امتنعوا من وضعها. فلما بلغ الشاه ذلك ، أرسل إلى السلطنة العلية ، وجعل الشمامة هدية منه إليهم ، والتمس منهم أن يضعوه في الحجرة (٤) المطهرة الشريفة باسمهم ، فأرسلوا هذا الفرمان بالإذن في وضعها.
فاجتمع علماء المدينة وخطباؤها (٥) وأكابرها ، وشيخ الحرم المتولي حالا ، محمد آغا ، والمعزول أحمد آغا ، وقاضي الشرع المتولي ، والمعزول ، والوزير سليمان باشا أمير الحج الشامي ، وغيطاس بيك أمير الحج المصري ، وجمع من المسلمين ، وقرئ الفرمان بحضرة ذلك الجمع.
فبعد تمام القراءة أخذ خازندار الحرم المفاتيح ، وفتح قبة الزيت ، وأخرج الصندوق الذي وضعت فيه / تلك الشمامة ، وفتحوه ، فوجدوه خاليا ، فتعجب الحاضرون من ذلك ، وحصل لهم غاية التعب ، لأنها
__________________
(١) مطموسة في (أ). والاثبات من (ج).
(٢) ما بين حاصرتين من (ج).
(٣) شاه العجم في هذه الفترة كان الشاه حسين الأول ١١٠٥ ـ ١١٣٥ ـ وهو من الدولة الصفوية. محمود شاكر ـ التاريخ الاسلامي ٨ / ٣٨٩.
(٤) في (ج) تكررت الحجرة مرتين.
(٥) في (أ) «من خطبائها». والاثبات من (ج).