صوف أبيض ، لمولانا الشريف. فدخل بها في الحجون (١) مع العسكر الإنقشار (٢) والعرب وغيرهم ، ونزل مولانا الشريف إلى الحطيم (٣) ، فدخل المذكور بالخلعة ، وألبسها مولانا الشريف ، وقريء المرسوم الوارد إليه ، وفيه غاية التعظيم.
وطلع إلى دار السعادة (٤) ، وجلس / للتهنئة ، ومدحه الشعراء. وممن مدحه في هذا اليوم ، الفقير ، مسود هذه الأحرف (٥) بقصيدة رائية
__________________
(١) الحجون : جبل بأعلا مكة عنده مدافن أهلها. ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ، بيروت ، دار صادر ٢ / ٢٢٥ ، عاتق البلادي ـ معالم مكة ٧٧ ـ ٨٠ ، عاتق البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٢ / ٢٣٨.
(٢) في (ج) «الإنقشارية». وهو صحيح.
(٣) الحطيم : بالفتح ثم الكسر بمكة ، قال مالك بن أنس : «هو ما بين المقام إلى الباب». وقال ابن جريج : «هو ما بين الركن والمقام وزمزم والحجر». وقال ابن حبيب : «هو ما بين الركن الأسود الى الباب الى المقام حيث يتحطم الناس للدعاء». وقال ابن دريد : «كانت الجاهلية تتحالف هناك يتحطمون بالأيمان». وقال ابن عباس : «الحطيم الجدار بمعنى جدار الكعبة». وقال أبو منصور : «حجر مكة يقال له الحطيم مما يلي الميزاب». وقال النضر : «الحطيم الذي فيه الميزاب ، وإنما سمي حطيما لأن البيت ربّع وترك محطوما». ياقوت ـ معجم البلدان ٢ / ٢٧٣. ويذكر عاتق البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٣ / ٢٨ : «ان الحطيم معروف عند أهل مكة اليوم بين الركن وزمزم والمقام ، فهناك يبدأ الطواف وينتهي ، وفيه تصلى ركعتا الطواف ، وفيه الملتزم ، وعليه يفتح باب الكعبة».
(٤) دار السعادة : مقر الحكم. ويذكر أن الشريف حسن بن أبي نمي بنى دار السعادة منزلا له. ثم صارت مقرا لكل من يتولى الشرافة من آل زيد. محمد علي الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن (مخطوط) ١ / ٢٣٤ ، أحمد زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٥٦ ـ ٥٧. وتقع دار السعادة أمام باب أم هاني وباب أجياد. أحمد السباعي ـ تاريخ مكة ٢ / ٣٤٩.
(٥) يقصد السنجاري نفسه بهذا الوصف.