وهل محرم الحرام افتتاح سنة ١١١٧ سبعة عشر ، ومائة وألف :
وفي سادسه : دخل مولانا السيد عبد المحسن بن أحمد بن زيد ، ومعه جماعة من الأشراف ، طمعا فيما جرى بينهم وبين السيد ناصر الحارث من العهد المتقدم. فنزلوا على مولانا الشريف سعيد في داره بسوق الليل ، ولم يتخلف إلا ذوو بركات ، فإن الشريف عبد الكريم أفهمه أنه يريد التوجه إلى الشام بمن معه من ذوي بركات ، ثم عنّ له أن ينزل الحميمة ، ثم ارتحل عنها إلى محلّ يقال له رشيم ، ومعه من البدو ما لا يحصى. فلم يزل إلى أن نزلت عليه عرب حرب بجملتهم ، وقالوا : «لا نفارقك حتى تموت أو نموت».
فبلغ ذلك الشريف سعيد ، واشتد عليه الأمر ، فجمع كبار الأشراف ، وأطلعهم على ما بلغه من قوة عبد الكريم ، ووصول حرب إليهم ، وطلب منهم أن يسعفوه بالمسير معه عليهم. فما أجابه أحد إلى ذلك. ـ هذا فعل من معه في عملته ـ.
وأما بقية الأشراف الواردين مكة من جماعة عبد الكريم ، فطلبوا منه ما هو لهم ، فأخذ في جمع دراهم [لهم](١) ، فأعطاهم مما لهم شيئا يساوي الثلث.
ثم تجهز ، وخرج إلى طوى ، فأقام بها أياما ، إلى أن لحقته الأشراف الذين في عملته ، ثم ساروا ، وأودع البلد السيد أحمد بن حازم ، وبعث إلى هذيل ، فأقبلوا عليه. فلما وصلوا منى ، نهبوا ما أدركوه من أموال الناس ، ودخلوا مكة ، وعاثوا فيها بالسرقة والنهب.
__________________
(١) ما بين حاصرتين من (ج).