فكشف (١) عن مسجد الجن بالمعلاة (٢) بالقرب من الترابية ـ الموضع الملاصق لتربة (٣) ـ الدفتردار ، فعمره. وشرع في عمارة دار الخيزران ، وعزم إلى المدينة للإشراف على ما هناك (٤).
وفي أواسط ربيع الثاني : كانت وقعة الشيخ سعيد المنوفي ، وقصة مفتاح الكعبة (٥) ـ نعوذ بالله من ذلك ومن عمل الشيطان ـ.
ولما كان أوائل جمادى الأولى من السنة المذكورة : جاء الخبر من مصر بعزل باشة جدة سليمان باشا ، واستمر البندر في يده ، إلى أن ورد
__________________
يقال الموضع الذي خطه الرسول صلىاللهعليهوسلم لابن مسعود ليلة استمع إلى الجن ، وأن الجن بايعوا الرسول صلىاللهعليهوسلم في ذلك الموضع. وسمي بالحرس أيضا لأن صاحب الحرس كان يطوف مكة ليلا حتى إذا انتهى إليه وقف عنده حتى يأتي إليه عرفاؤه وحرسه. وهو اليوم لا يعرف إلا بمسجد الجن ، وموقعه بعد ريع الحجون بجوار المعلاة. الأزرقي ـ تاريخ مكة ٢ / ٢٠٠ ـ ٢٠١ ، القطبي ـ أعلام العلماء ١٦٦ ، الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن ٢ / ١٢٣ ، ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ٣٣٢ ـ ٣٣٣ ، البلادي ـ معالم مكة ٢٦٨ ـ ٢٦٩.
(١) في (ج) «وكشف».
(٢) سقطت من (ج).
(٣) التربة : الضريح ، أو مسجد يقام على قبر. دوزي ـ تكملة المعاجم العربية ٢ / ٢٨.
(٤) في (ج) «ما هنالك».
(٥) في (ج) «المفتاح». وقصة مفتاح الكعبة تتلخص في أن الشيخ سعيد المنوفي طلب من الوزير عثمان حميدان أن يصنع للشريف سعد مفتاحا يحاكي مفتاح الكعبة المشرفة. فأتم صنع ذلك المفتاح المشبه تمام الشبه لمفتاح الكعبة إلا أن الامر انكشف ، وعلم الشريف بالأمر ، فاستدعى عثمان حميدان وسأله عن الأمر فأجاب بأنه صنع المفتاح بناء على الأمر المبلغ له من الشيخ سعيد المنوفي. الذي أنكر هذا الأمر ، ثم في النهاية اعترف بذلك وأنه كان في مقصوده ارساله إلى سلطان الهند. لمزيد من المعلومات عن هذه القصة ، انظر : علي الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن ٢ / ١٢٠ ـ ١٢١.