أحمر ، فأسعف الله بالمراكب المصرية ، فكان السعر نزل قليلا ، وتراجعت بعض الأشراف مكرهة (١).
[ثم لما](٢) كان أواخر ذي القعدة : ورد الخبر بدخول مولانا الشريف سعيد بن سعد بن زيد المدينة متوجها إلى مكة ، فاختبط العالم وكثر القيل والقال ، إلى أن كان يوم التاسع والعشرين من ذي القعدة وصل خبره أنه بوادي فاطمة ، ووصل رجال كانوا معه إلى مولانا الشريف ، فتعجب مولانا الشريف محسن في شأنه وقال :
«لا يدخل مكة إلا بأمر سلطاني ، إن كان متوليا».
فلما بلغه هذا القول ، سار إلى أن وصل الفخ (٣) بين العمرة ومكة ، وبعث يطلب مضربا يجلس فيه ، فأخرج (٤) له أهله مضربا.
__________________
(١) سقطت مكرهة من (ج).
(٢) ما بين حاصرتين من (ج).
(٣) فخ : والفخ : الذي يصاد به الطير معرب ، واسمه بالعرب طرق. وتعود شهرة فخ إلى موقعة فخ التي حدثت بين الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب وبين العباسيين سنة ١٦٩ ه ، والتي قتل فيها عدد كبير من العلويين. والتي قيل : إنه لم تكن مصيبة بعد كربلاء أشد وأفجع من فخ. ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٤ / ٢٣٧ ـ ٢٣٨ ، حسن إبراهيم حسن ـ تاريخ الإسلام السياسي ط ٧ ، مكتبة النهضة ١٩٦٤ م ، ٢ / ١٣٨.
وفخ واد كبير بمكة ، ويسمى اليوم بعدة أسماء : أعلاه طريق العشر ، ووسطه الزاهر والشهداء (المكان الذي قتل فيه الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب). وأسفل من ذلك أم الجود. البلادي ـ معجم معالم الحجاز ، البلادي ـ معالم مكة ٤١ ـ ٤٢ ، ٢١١ ـ ١١٢.
(٤) في (ج) «فبعث له».