عربان حرب. وسببه تشويش عرض له ، فنقلوه إلى المدينة المنورة لقصد التداوي ، وأنزلوه النقا (١) حول المدينة. فما حصل له الشفاء ، فردوه إلى الصفراء (٢) ، المنزل (٣) المعروف بالطريق. وكان ترابه بها. ـ رحمهالله.
فأرسل مولانا الشريف ، وأقام أخوه مبارك (٤) بن أحمد بن رحمة مقامه في المشيخة على حرب.
واتفق في هذه الأيام : أن قافلة أخذت بسبب موته ، من الفريش (٥) ، خرجت من جدة لقصد الزيارة ، وفيها رجل من تجار المناسكة (٦) ،
__________________
(١) النقا : موضع في المدينة المنورة ، تغنى به الشعراء كثيرا وهو غربي وادي بطحان (المعروف الآن بأبي جيدة). أنظر : أحمد عبد الحميد العباسي ـ عمدة الأخبار ص ٤٣٠ ، السمهودي ـ الوفاء بأخبار دار المصطفى ٦١٥ ، عائض الردادي ـ الشعر الحجازي ١ / ٣١٢ حاشية (٣).
(٢) في (أ) «الصفرى» ، وفي (ج) «الصفرا». والصفرى واد من أكبر أودية الحجاز الغربية ، وهو كثير النخيل والزرع في طريق الحاج ، وتسميه العامة وادي بدر لاشتهار بلدة بدر ، ونزلت به قبيلة حرب. البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٥ / ١٤٨ ـ ١٥٢ ، حمد الجاسر ـ المعجم الجغرافي ٢ / ٨٤٦.
(٣) في (ج) «المنزول».
(٤) في (ج) «امبارك».
(٥) الفريش : بضم الفاء ، وفتح الراء ، تصغير فرش. واد من روافد ملل وهي من قرى منطقة بدر في إمارة المدينة المنورة. وهي من المنازل التي نزلها الرسول صلىاللهعليهوسلم حين سار إلى بدر. ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٤ / ٢٥٠ ـ ٢٥١ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٧ / ٣٥ ـ ٣٩ ، ٤٩ ، حمد الجاسر ـ المعجم الجغرافي ٢ / ١٠٨٨.
(٦) المناسكة نسك : العبادة والطاعة ، وكل ما تقرب به إلى الله تعالى. والنسك والنسيكة : الذبيحة. وقيل النسك : الدم. والمناسك جمعها منسك. ومنسك بفتح السين وكسرها هو المتعبد ويقع على المصدر والزمان والمكان. ثم سميت أمور الحاج كلها مناسك. ابن منظور ـ لسان العرب ٣ / ٦٢٨ ، إبراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ٢ / ٩١٩.