وكتب إلى ابن عمه السيد عبد المحسن ، وإلى أخيه يخبرهم بذلك ، ويأمرهم بالمقام هناك ، أعني بينبع للمحافظة على ما يليهم ، وعامله من بمكة من الأشراف بالسمع والطاعة والبقاء على القدس الأقدم (١) ، وزينت البلد خمسة أيام.
ولما كان يوم الثلاثاء سابع عشر الشهر المذكور (٢) ورد نجاب (٣) من جهة مصر ، يخبرهم بقايقجي خارج من الأبواب بخلعة لمولانا المرحوم الشريف أحمد ، ومعه ميرياخور الشريف أحمد ، كان بعثه بكتب مع أحمد باشا ، لما سار من مكة.
وشاع أن الإنقشارية تعصبت ، واستفحل أمرهم ، واقتضى رأيهم مع اتفاق أركان الدولة الرومية على اعتقال مولانا السلطان محمد خان (٤) ، وتولية السلطان سليمان خان بن إبراهيم (٥) خان أخو مولانا السلطان
__________________
(١) على ما كان عليه الأشراف من قبل ، وكان قد وضع لهم أبو نمي قانونا أو دستورا يسيرون عليه وكان يتكون من ست وثلاثين مادة أهمها : في حفظ الامارة وجعلها وراثة بالتدريج في الأسرة الهاشمية. وعن هذه القوانين أنظر : حسين بن محمد نصيف ـ ماضي الحجاز وحاضره ، مطبعة خضير ـ القاهرة ، ط ١ ١٣٤٩ ه ، ص ١٧ ـ ١٨.
(٢) أي سابع عشر جمادى الأولى.
(٣) النجائب خير الإبل والسريعة منها. والمقصود هنا رجل بريد يحمل رسالة.
ابن منظور ـ لسان العرب ٣ / ٥٨٠.
(٤) السلطان محمد خان السابق ذكره في ص ٤٠ من التحقيق.
(٥) هو السلطان الذي اختاره رجال الإنقشارية والصدر الأعظم والعلماء سنة ١٠٩٩ ه / ١٦٨٧ م عوضا عن السلطان محمد خان الذي تعرضت البلاد في عهده لعدد من الهزائم من قبل روسيا والنمسا. أجرى تحسينات في أحوال البلاد المالية والإدارية ونظم الجنود ، واستمر إلى أن توفي سنة ١١٠٢ ه. أنظر : اصاف ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١١٥ ـ ١١٧ ، ايلماز أوزتونا ـ تاريخ الدولة العثمانية ٥٥٦ ـ ٥٦٤ ، عبد العزيز