فبعث مولانا الشريف إلى قاضي الشرع وأغوات العسكر ، وعرفهم بذلك. ثم إن مولانا الشريف كتب عرضا آخر ، وأخذ عليه خطوط العلماء ، وعرفهم بواقعة الحال ، وما جرى من السيد أحمد بن غالب ، وبعثه من جهة الشام (١).
وفي يوم الأحد الحادي والعشرين من شعبان ، وردت نجابة من جهة مولانا الشريف سعد بن زيد إلى مولانا الشريف مع جماعته من بني صخر (٢) من الشام ، فأخلع عليهم مولانا الشريف.
ولما كان يوم الإثنين سلخ شعبان ورد مكة مولانا الشيخ محمد سعيد المنوفي من جدة ، ركب بحرا من ينبع ، بعد أن أذن له السيد أحمد
__________________
الأخرى للسادة الأشراف ، وكان ربع من هذه الأرباع من نصيب السيد أحمد بن غالب والسيد أحمد بن سعيد. ولهذا طلب الشريف أحمد هذا الطلب. انظر بالتفصيل :
السنجاري ـ منائح الكرم (حوادث سنة ١٠٩٤ ه). العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٣٩ ـ ٥٤٠ ، أحمد زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ١٠٠ ـ ١٠١.
(١) كان الشريف سعيد قد أرسل عرضا آخر إلى الدولة العثمانية يعرض فيه للأعمال التي قام بها الشريف أحمد بن غالب من اعتراضه وحبسه مرسوله إلى مصر ، وكذا طلبه المنكسر له من الشريف المتوفي أحمد بن زيد ، وأن يكون رئيسا على جماعته. (سبق ذكر ذلك).
(٢) بنو صخر : من عشائر البدو الكبرى التي كانت تقطن في جهات العلا بالحجاز ، نزحت إلى بلاد الكرك والبلقاء وغزة ، ثم ما لبثوا أن رجعوا من غزة واستقروا في البلقاء. ويقال في نسبهم أن جماعة منهم ينتسبون إلى بطن من بطون طيء ، وأخرى إلى بطن من بطون جذام وأنهم اندمجوا مع بعضهم بحكم الاسم (صخر) والجوار. انظر : القلقشندي ـ أبو العباس أحمد ـ نهاية الأرب ، تحقيق ابراهيم الأبياري ط ١ القاهرة ١٩٥٩ م ، ص ٣١٣. عاتق البلادي ـ معجم قبائل الحجاز ٢٤٥ ـ ٢٤٦ ، كحالة ـ معجم قبائل العرب ٢ / ٦٣٤ ـ ٦٣٥.