جماعة مولانا الشريف ، ودخلوا الحرم ، ورموا في وسط الحرم (١) وتطارحوا ساعة ، ودخل عسكر الشريف مدرسة الأفندي عبد الله عتاقي مفتي الحنفية على أهله وعياله ، وكان قصدهم الإيقاع به في هذا اليوم ، إلا أن بعض حضار مجلس الشريف أوصى إليه بذلك ، ففر من داره واستتر عنهم ، فقالوا حينئذ : «إنما نريد أن نمتنع من العسكر». فكثر العسكر على طائفة مولانا الشريف ، وأخرجوهم من الحرم ، بعد قتل بعض العبيد ، وقتل رجل في المسجد من الهنود في / الواقعة ، ثم انحاز العسكر إلى بيت السردار ، وعزل السوق (٢).
وورد من جهة الشريف محسن والصنجق ، السيد عبد الله بن سعيد ، فاجتمع بمولانا الشريف ، وخرج من عنده إلى جماعته (٣) ، فكان قول مولانا الشريف : «من الصواب تسليم البلد».
فدعى بالحاكم أحمد بن جوهر ، وقال له : «استلم البلد لسيدك».
وأرسل إلى الجماعة يطلب منهم رجلا يودعه طوارفه على جري عادتهم ، فعينوا له السيد أحمد بن سعيد ، وطلب له مهلة عشرين يوما يتجهز فيها ، وهو خارج من البلد.
وخرج الحاكم أحمد بن جوهر ، فنادى في الشوارع بالأمان ، وأن
__________________
(١) أي أطلقوا النار في الحرم.
(٢) المقصود بعزل السوق اغلاق المحلات فيه عن البيع والشراء خوفا من القتال والفوضى.
(٣) إلى أنصاره ومؤيديه.