وقال عن المستشفى المنصوري ، الذي بنى
في القاهرة سنة ٦٨٣ هـ :
« ... ورتب فيه العقاقير والاطباء ،
وسائر ما يحتاج اليه من به مرض من الامراض ، وجعل السلطان فيه فراشين من الرجال
والنساء لخدمة المرضى وقرر لهم المعاليم ، ونصب الأسرّة للمرضى ، وفرشها بجميع
الفرش المحتاج اليها في المرض.
وافرد لكل طائفة من المرضى موضعا ، فجعل
اواوين المارستان الاربعة للمرضى بالحميات ونحوها ، وافرد قاعة للرمدي ، وقاعة
للجرحى ، وقاعة لمن به اسهال ، وقاعة للنساء ، ومكانا للمبرودين ، وينقسم قسمين :
قسم للرجال ، وقسم للنساء ، وجعل الماء يجري في جميع هذه الاماكن.
وافرد مكانا لطبخ الطعام ، والادوية ،
والاشربة ، ومكانا لتركيب المعاجين والاكحال ، والشيافات ونحوها ، ومواضع يخرن
فيها الحواصل.
وجعل مكانا يفرق فيه الاشربة والادوية ،
ومكانا يجلس فيه رئيس الاطباء لالقاء درس طب ... الخ. » وكان وقفه عاماً لكل احد .
المستشفيات الميدانية
لقد كان لدى المسلمين مستشفيات تستصحبها
الجيوش معها ، فقد قال ابن خلكان ، والقفطي عن ابي الحكم عبيد الله بن المظفر
المغربي ، المتوفى سنة ٥٤٩ هـ : « وذكر العماد الاصفهاني في الخريدة : ان ابا
الحكم المذكور كان طبيب البيمارستان الذي كان يحمله اربعون جملا ، والمستصحب في
معسكر السلطان محمود السلجوقي حيث خيم ». ثم ذكر خدمة ابن المرخم فيه ايضا طبيبا
وفصادا .