قرون ، وقد اخذ جميع مؤلفي الغرب بهذا الرأي في مؤلفاتهم الحديثة سيما في مؤسسة ( روكفلر ) معترفين لابن سينا بالفضل في سبقه.
وهو اول من اكتشف الالة المسماة اليوم ( الوارنية ) وهي الالة المستعملة لقياس الاطوال بالدقة المتناهية.
وهو اول من شرح قلب الجنين ، وقسمه الى الاقسام المعروفة عندنا اليوم ، ووصف الثقب الموجود في الجدار الفاصل بين الاذنين ، وقال : ان هذا الثقب يسد حالا عندما يتنفس المولود لاول مرة ، وبذلك تبتدىء الدورة الدموية الرئوية ... » (١)
وما قاله ابن سينا في تشريح العين ، ووصف عضلات الحدقة مطابق تماما لما توصل اليه الطب في هذه الايام ، كما انه قد ادرك اهمية عصب العين ، وهو اول من تنبه لذلك فيما نعلم ..
كما ان ما ذكره ابن سينا عن مرض السل ، ومرض آسم ( وهو الربو ) هو نفس ما توصل اليه اطباء اليوم (٢).
ويقول جرجي زيدان وكذلك هم يقولون : « اما ما احدثوه من عند انفسهم رأساً ؛ فالاحاطة به من الامور الشاقة التي يعسر تحقيقها ، فنذكر ما ثبت عندنا حدوثه على سبيل المثال :
من ذلك : انهم احدثوا في الطب آراء جديدة ، تخالف آراء القدماء في تدبير الامراض ، وان لم يصلنا الا خبر القليل منها ، مثل نقلهم تدبير اكثر الامراض التي كانت تعالج قديما بالادوية الحارة على اصطلاحهم الى
__________________
(١) معجم ادباء الاطباء ج ١ ص ١١٧ / ١١٨.
(٢) تاريخ طب در ايران ج ٢ ص ٥٨٩ و ٥٩٢ وفي ص ٦٠٠ ـ ٦٠٥ يذكر بعض ما ذكره ابن سينا مما لا يزال معترفا به حتى الان وايدته التجارب الحديثة.