والجواب عن ذلك واضح جدا ..
فأن ضرورة الاسنان للانسان لايمكن تجاهلها ولا انكارها من احد. وهي نعمة لا يشعر الانسان عادة بها او باهميتها الا اذا فقدها .. مع انه يستفيد منها كل يوم اكثر من مرة ، وان اي ضرر يلحق بها يوقعه ولا شك في الضيق والحرج ، ويوجب اختلال احواله جزئيا ، ويؤثر عليه تأثيرا لا يكاد يخفى ..
ولعل من الامور الواضحة : ان الاسنان الصناعية لا تستطيع حتى في افضل حالاتها ان تقوم بوظيفة الاسنان الاصلية ، ولا هي من الكفاءة بحيث تؤمن لصاحبها راحته التي يتواخاها منها ، كما لو لم يكن قد فقد مثيلاتها الطبيعية ..
كما ان من البديهي : ان الاسنان كما تساعد المعدة ، بتهئية الطعام لها ، وجعله في وضع يكون قابلا للهضم ، او على الاقل تجعل هضمه ايسر مما لو بقى على حالته الاولى .. كذلك هي تساعد الانسان في المنطق ، ويؤثر فقدانها عليه بشكل ملحوظ ..
وما علينا من اجل اثبات ذلك الا ان نتذكر حالة من فقدوا اسنانهم ، ومدى ما يبذلونه من جهد من اجل جعل الطعام في وضع تتمكن معه المعدة من هضمه والاستفادة منه .. وكذلك مدى ما يبذلونه من جهد من اجل اخراج الكلمات بنحو تكون واضحة ومفهومة ..
وعدا عن ذلك .. فان اختلال الوضع الطبيعي للاسنان ، ومرضها وموبوئيتها ، يؤدي في كثير من الاحيان الى امراض ومضاعفات سيئة في كثير من اجهزة الجسم .. ولسوف يتضح ذلك بعض الشيء في ما يأتي ان شاء الله تعالى ..
ومن هنا .. ومن اجل امور هامة اخرى سنشير اليها ان شاء الله كان اهتمام الاسلام بالاسنان ، وكانت دعوته الملحة للعناية بها ، والحفاظ على سلامتها ، فأمر بكل ما من شأنه ان يحفظها ويصونها ، ونهى وحذر من كل ما يضر بها وبسلامتها ،