عدم التمييز بين الغني والفقير
اما لزوم عدم التمييز بين الغني والفقير
، فنحسب انه لا يحتاج الى بيان ولا الى اقامة برهان ، فان الوجوب الشرعي الكفائي ،
او العيني احيانا ، لم يلاحظ فيه الغنى دون الفقير ، ولا الابيض دون الاسود.
بل يمكن ان يقال : ان اهتمام الاسلام
بالفقير يفوق كثيرا اهتمامه بالغنى اضف الى ذلك : ان الغنى يقدر على الوصول الى ما
يريد ، عن طريق بذل ماله دون الفقير.
وبعد ... فان الاوامر القاضية برجحان
قضاء حاجة المريض ، والاهتمام بأمره ، وترتيب الثواب على ذلك ـ وهي متواترة ـ لم
تخصص غنياً ، ولا فقيراً ولا غيرهما بذلك.
وكذلك الحال بالنسبة للروايات القاضية
بلزوم المبادرة الى شفاء المجروح من جرحه ... بل جميع الروايات التي تتعلق بالطب ،
وهي تعد بالمئات ، لا يمكن ان تلمح فيها اثرا لظاهرة التمييز هذه ، مهما كان حجمه
، ونوعه.
هذا ... ولا يجب ان ننسى تلك الروايات
التي تذم من يحترم الغني ، ويجعل له امتيازا من اجل غناه ... ويكفى ان نذكر هنا
ماروى عن الامام الرضا عليهالسلام
: « من لقى فقيرا مسلما ، فسلم عليه خلاف سلامه على الغنى لقى الله عز وجل يوم
القيامة وهو عليه غضبان
».
ثم هناك حكاية الرجل الذي بنى قصراً ،
ثم صنع طعاما ، فدعا اليه الاغنياء ، وترك الفقراء ، فاذا جاء الفقير قيل له : ان
هذا الطعام لم يصنع لك ، ولا لاشباهك ... فجاء ملكان في زي الفقراء فمنعا ، ثم
جاءا في زي الاغنياء
__________________