وبعد ... فان الحكمة ضالة المؤمن ، اينما وجدها اخذها ... فلماذا اذن يمنع من الاستفادة والتعلم من غير المسلمين : من اليهود والنصارى ، وغيرهم؟ ... اذا كانت لديهم خبرات يمكن الاستفادة منها ، واذا اقتصروا على ذلك ، ولم يتعدوه الى محاولة الدعوة الى عقائدهم ومذاهبهم ، واذا لم يستلزم ذلك اي نحو من انحاء النفوذ او التدخل في الشؤون الخاصة بالمسلمين؟ ... وقد جاء عنهم عليهمالسلام بالنسبة لبني فضال : خذوا مارووا ، ودعوا مارأوا ... وورد : ان « الحكمة ضالة المؤمن ؛ فاطلبوها ولو عند المشرك تكونوا احق بها واهلها » وفي معناه غيره (١).
بل لقد رأينا الرسول الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم : قد امر اسرى المشركين في بدر ، الذين لايجدون ما يفدون به انفسهم : ان يعلم الواحد منهم عشرة من اطفال المسلمين القراءة والكتابة ، ويطلق (ص) سراحهم في مقابل ذلك ... (٢) ولسنا بحاجة الى التعليق على هذه القضية ، فانها بنفسها تعبر عن نفسها ، ومن اراد الاطلاع على بعض ما يمكن ان يقال في ذلك ، فليراجع كتابنا : الصحيح من سيرة النبي (ص) ج ٢ ص ٢٥٧ / ٢٥٨.
__________________
(١) امالي الطوسي ج ٢ ص ٢٣٨ وتحف العقول ص ١٣٨ و ٢٩٢ وغرر الحكم ج ١ ص ٣٩٤ والبحار ج ٧٨ ص ٣٤ و ٣٨. و ٣٠٧ و ج ٢ ص ١٧ و ٩٦ و ٩٧ وصفحات اخرى منه ؛ وراجع : التراتيب الادارية ج ٢ ص ٣٤٨ وقصار الجمل ج ١ ص ١٥٩.
(٢) مسند احمد بن حنبل ج ١ ص ٢٤٧ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٣٩٥ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ١٩٣ والروض الانف ج ٣ ص ٨٤ وطبقات ابن سعد ج ٢ قسم ١ ص ١٤ والتراتيب الادارية ج ٢ ص ٣٤٨ وج ١ ص ٤٨ / ٤٩ عن السهيلي ، وعن المطالع النصرية في الاصول الخطية لابي الوفا نصر الدين الهوريني ، وكتابنا : الصحيح من سيرة النبي ج ٣ ص ٢٥٧ عمن تقدم وعن الامتاع ص ١٠١ وعن المقريزي ..