حديث السن ، معتدل القامة ، متناسب الاعضاء ، جيد الفهم ، حسن الحديث ، صحيح الرأي عند المشورة ، عفيفاً ، شجاعا ، غير محب للفضة ، مالكا لنفسه عند الغضب ، ولا يكون تاركا له في الغاية ، ولا يكون بليداً.
وينبغي ان يكون مشاركا للعليل ، مشفقا عليه ، حافظا للاسرار ، لان كثيرا من المرضى يوقفونا على امراض بهم لا يحبون ان يقف عليها غيرهم.
وينبغي ان يكون محتملا للشتيمة ، لان قوما من المبرسمين (١) ، واصحاب الوسواس السوداوي يقابلونا بذلك ، وينبغي لنا ان نحتملهم عليه ، ونعلم : انه ليس منهم ، وان السبب فيه المرض الخارج عن الطبيعة.
وينبغي ان يكون حلق رأسه معتدلا مستويا ، لا يحلقه ، ولا يدعه كالجمة ، ولا يستقصى قص اظافير يديه (٢) ، ولا يتركها تعلو على اطراف اصابعه.
وينبغي ان تكون ثيابه بيضاء نقية ، ولا يكون في مشيه مستعجلا ، لان ذلك دليل على الطيش ، ولا متباطئا ، لانه يدل على فتور النفس.
واذا دعى الى المريض ، فليقعد متربعا ، وليختبر منه حاله بسكون وتأن لا بقلق واضطراب ... الخ (٣). »
وفي كتاب : « كامل الصناعة الطبية الملكي » لعلي بن العباس في الباب الثاني ، المقالة الاولى ، مجموعة وصايا جيدة في هذا المجال ، وبعضها منسوب الى ابقراط ايضا ، كما يظهر لمن راجع كتاب ابن ابي اصيبعة ، ويمكن ان يفهم منها اضافة لما سبق :
ان على طالب العلم الطبي : ان يطيع اوامر الله تعالى ، ويحترم اساتذته
__________________
(١) البرسام : علة يهذى فيها المريض.
(٢) لقد ورد في بعض الروايات ان المرأة لا تستقصى قص اظافير يديها ، ولم نجد مثل ذلك بالنسبة للطبيب ... فيبقى استحباب قص اظافيره على النحو الكامل بلا معارض ... الا اذا كانت طبيعة عمله تستدعي ذلك.
(٣) عيون الانباء ص ٤٦ / ٤٧.