تطهيرا وأوجب على الأمّة التمسّك بهم؟!
ثمّ إنّ المصنّف رحمهالله قد ذكر هذه القصّة في « منهاج الكرامة » نقلا عن الثعلبي (١) ، وردّه ابن تيميّة بكلّ ما تبلغه همّة النصب ، وذكر أمورا أشبه باللغو (٢) ..
كالمطالبة بصحّة الحديث ؛ وقد مرّ مرارا جوابه ، ولا سيّما أنّ شهرته كافية في اعتباره ..
وكز عم أنّ الحسنين صغيران لا يشرع إبقاؤهما ثلاثة أيّام جياعا ، وقد عرفت أنّهما بنفسيهما آثرا بطعامهما ؛ لمعرفتهما وكمالهما ..
وكز عم عدم حاجة أيتام المسلمين وأسراهم إلى الصدقة والسؤال ؛ لأنّ اليتيم مكفيّ بالنبيّ ، والأسير بآسره ؛ وهو كما ترى تكذيب للآية الكريمة ..
وكز عم أنّه لم يكن في العقبة قتال ، فكيف يقول اليتيم ـ كما في حديث الثعلبي ـ : « استشهد والدي يوم العقبة » (٣)؟!
وفيه : إنّ العقبات كثيرة ، والعقبة : هي المرقى الصعب من الجبال (٤) ، كمرقى أحد ، لا خصوص عقبة مكّة التي بايع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فيها الأنصار قبل الهجرة.
وكز عم أنّ السورة مكّية بالاتّفاق ؛ والحال أنّ مجاهدا وقتادة قالا :
__________________
(١) منهاج الكرامة : ١٣٢ ـ ١٣٣ ، وانظر : تفسير الثعلبي ١٠ / ٩٩ ـ ١٠١.
(٢) انظرها في : منهاج السنّة ٧ / ١٧٧ ـ ١٨٧.
(٣) انظر : تفسير الثعلبي ١٠ / ١٠٠.
(٤) انظر مادّة « عقب » في : لسان العرب ٩ / ٣٠٦ ، تاج العروس ٢ / ٢٤٨.