وأقول :
قال المصنّف في « منهاج الكرامة » : روى أبو نعيم مرفوعا إلى ابن عبّاس ، قال : أوّل من يكسى من حلل الجنّة إبراهيم بخلّته ، ومحمّد ؛ لأنّه صفوة الله ، ثمّ عليّ ، يزفّ بينهما إلى الجنان.
ثمّ قرأ ابن عبّاس : ( يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ) ، قال : عليّ وأصحابه (١).
وحكاه في « كشف الغمّة » عن ابن مردويه عن ابن عبّاس ، وحكى أيضا عن العزّ الحنبلي نزول الآية بعليّ وأصحابه (٢).
فالمراد ب ( الَّذِينَ آمَنُوا ) فيها : عليّ وأصحابه ؛ والمراد بأصحابه : أتباعه ـ كما هو المنصرف ـ ؛ ولذا ذكر باسمه الشريف ، وهم بالصحبة ، فلا يدخل فيهم الخلفاء الثلاثة ؛ لأنّهم ـ على ما يزعم القوم ـ أئمّة لعليّ ، ومتبوعون له ، فلا تشملهم الآية!
فيتعيّن عليّ للفضل والإمامة ؛ إذ لا أقلّ من دلالة الرواية على أنّه رأس المؤمنين ورئيسهم.
وأمّا قوله : « ظاهر الآية يدلّ على أنّها في جماعة ... » إلى آخره ..
فصحيح ؛ وهو صريح الرواية ، فتشمل الآية النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليّا عليهالسلام وأصحابه ؛ وهم شيعته من خواصّ الصحابة وغيرهم.
__________________
(١) منهاج الكرامة : ١٤٠ ، وانظر : مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ للخوارزمي ـ : ٣٠٩ ح ٣٠٥ ، الصراط المستقيم ١ / ٢٩٥ عن أبي نعيم.
(٢) كشف الغمّة ١ / ٣١٤ و ٣١٦.