وأقول :
جهل المعترض أو تجاهل في مقصود المصنّف رحمهالله ؛ فإنّه يستدلّ بالآيات والروايات على إمامة أمير المؤمنين ؛ إمّا لدلالتها عليها بالمطابقة ، أو بالالتزام ؛ لدلالتها على أفضليّته المستلزمة للإمامة (١).
وأنت تعلم دلالة هذه الآية على أفضليّة آل محمّد ؛ لأنّها أوجبت الصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأرادت بها الصلاة عليه وعلى آله معا ، مشيرة بالاكتفاء بذكره إلى أنّه وإيّاهم كنفس واحدة ، وأنّه منهم وهم منه ، فلا بدّ أن يكونوا أفضل من سائر الأمّة.
على أنّ مجرّد وجوب الصلاة عليهم كالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم دليل على أنّ لهم فضلا ومنزلة يستحقّون بها الصلاة وإيجابها على الأمّة كالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكفى بذلك فضلا باذخا.
والمراد بآل محمّد : « عليّ وفاطمة والحسن والحسين » كما نطقت به الأخبار المتواترة ك « حديث الكساء » وغيره (٢) ، ولا شكّ أنّ عليّا أفضلهم ، فيكون هو الإمام.
__________________
(١) أي إنّ الأدلّة على إمامة عليّ عليهالسلام تكون تارة بالدلالة المطابقية ، وهي النصّ ، وأخرى بلوازم الإمامة ، كالعصمة والأفضلية ؛ وإذا ثبتت أفضليّته على غيره أصبح ذلك صغرى لقاعدة قبح تقديم المفضول على الفاضل أو الأفضل.
(٢) صحيح مسلم ٧ / ١٢١ و ١٣٠ ، التاريخ الكبير ٢ ق ٢ / ٦٩ رقم ١٧١٩ ، سنن الترمذي ٥ / ٣٢٧ ح ٣٢٠٥ وص ٥٩٦ ذ ح ٣٧٢٤ وص ٦٢١ ح ٣٧٨٧ ، مسند أحمد ١ / ١٨٥ وج ٤ / ١٠٧ وج ٦ / ٢٩٢ و ٢٩٨ و ٣٠٤ ، وانظر : ج ٤ / ٣٥٧ وما بعدها من هذا الكتاب.