وأقول :
لو كان العرب على ما ذكره لما خفي على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه في أوّل الأمر ، فلا بدّ أن يكون إرسال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لأبي بكر ليس مخالفا لقاعدة العرب ، بل هو مع عزله بعليّ للتنبيه من الله ورسوله على فضل عليّ ، وأنّه من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دون سائر الناس ؛ وعلى أنّ أبا بكر ليس أهلا للقيام مقام النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في ذلك ، فكيف يقوم مقامه في الزعامة العظمى؟! ولو أرسل عليّا عليهالسلام أوّلا لم يحصل هذا التنبيه!
ثمّ إنّ الضمير في قوله في الحديث : « هو عليّ » راجع إلى الأذان ، أو المؤذّن المستفاد من الكلام.
ويشهد للأوّل ما في « الدرّ المنثور » ، عن ابن أبي حاتم ، أنّه أخرج عن حكيم بن حميد ، قال : « قال لي عليّ بن الحسين عليهالسلام : إنّ لعليّ عليهالسلام في كتاب الله اسما ، ولكن لا يعرفونه.
قلت : ما هو؟
قال : ألم تسمع قول الله تعالى : ( وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ )؟! هو والله الأذان » (١)
أقول :
وأنت تعلم أنّ تسميته عليهالسلام في كتاب الله تعالى بالأذان المنسوب إلى
__________________
(١) الدرّ المنثور ٤ / ١٢٦.