وأقول :
لم يحضرني من كتب القوم إلّا اليسير ، ولا ريب أنّ ما ذكره المصنّف رحمهالله موجود في بعضها ، ولا قيمة لإنكار الفضل ؛ لما عرّفناك من وجود ما أنكره سابقا (١) ، على قلّة اطّلاعي على كتبهم.
ويؤيّد إرادة أمير المؤمنين عليهالسلام في الآية نزول أشباهها ، أو لازم معناها فيه ، كالآيات السابقة الدالّة على أنّه المصدّق بالصدق (٢) ، ومن عنده علم الكتاب (٣) ، ووارث الكتاب (٤) ، ومن اصطفاه الله (٥) .. إلى نحوها من الآيات.
فإذا كان هو المراد بالآية ، فلا بدّ أن يراد بعلمه ـ بأنّ ما أنزل إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حقّ ـ هو العلم الذي لا تختلجه الشكوك ولا تخالطه الأوهام ؛ لأنّه هو الذي يصحّ أن يمتاز به ، ويصلح أن يمدح عليه.
ولا شكّ أنّ أشدّ الناس يقينا بحقّية شريعة النبيّ ، أولاهم بإمرتها وحفظها ، كما أنّ من ليس بمنزلته في اليقين أدنى منه عقلا وفضلا ؛ ولذا عدّه تعالى أعمى ، فقال سبحانه في هذه الآية : ( أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ
__________________
(١) راجع مثلا الصفحات ١١٣ و ١١٧ و ١٣١ و ١٥٠ و ١٨١ و ١٩٠ من هذا الجزء ، وغيرها.
(٢) انظر مبحث الآية ١٩ ، في الصفحات ٦٢ ـ ٦٨ من هذا الجزء.
(٣) انظر مبحث الآية ٢٧ ، في الصفحات ١١٥ ـ ١١٩ من هذا الجزء.
(٤) انظر مبحث الآية ٤٣ ، في الصفحات ٢٠٦ ـ ٢١٠ من هذا الجزء.
(٥) انظر مبحث الآية ٨ ، في ج ٤ / ٤١٧ ـ ٤٢٢ من هذا الكتاب.