وقال الفضل (١) :
هذه الآية في سورة التحريم ، وهي نازلة في شأن عائشة وحفصة ، واتّفق المفسّرون أنّ المراد من ( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) : أبو بكر وعمر ؛ لأنّ صدر الآية هكذا : ( وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) (٢).
يعني : إن تظاهر عائشة وحفصة على جنب (٣) رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من نسائه ، فإنّ (اللهِ ) مولاه ، وجِبْرِيلُ ، بأن يخبره عن صنيعهما ، و ( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) ، المراد به : أبواهما (٤) ؛ فإنّهما كانا ينصحانهما بترك الأفعال التي تكون للضرّات.
وإن صحّ نزوله في أمير المؤمنين ، فلا شكّ أنّه ( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) ، ولكن لا يدلّ على النصّ المدّعى.
* * *
__________________
(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٣١٤.
(٢) سورة التحريم ٦٦ : ٤.
(٣) الجنب ـ على المجاز هنا ـ : الحقّ ؛ والمعنى هنا : أنّهما تظاهرا على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بالغيلة والفتنة والوقيعة والشتم ؛ انظر مادّة « جنب » في : لسان العرب ٢ / ٣٧٢ ، تاج العروس ١ / ٣٧٨.
(٤) تفسير البغوي ٤ / ٣٣٧ ، الدرّ المنثور ٨ / ٢٢٣.