وقال الفضل (١) :
الآية نزلت في بدر الصغرى (٢) ؛ وذلك لأنّ أبا سفيان لمّا انقضى الحرب يوم أحد ، قال : « الموعد بيننا في بدر » ، فلمّا كان في وقت الموسم ، لم يستطع أبو سفيان أن يخرج ؛ لجدب السنة ، فأرسل نعيم بن مسعود (٣) ليثبّط رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من القتال ، فجاء نعيم بن مسعود وخوّف رسول الله وأصحابه ، فقالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل (٤).
وتتمّة الآية يدلّ على ما ذكرنا ، فإنّه يقول : ( الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ ) (٥) وهو نعيم بن مسعود ، ( إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ ) أي :
__________________
(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٣٧٥.
(٢) المقصود ببدر الصغرى هنا ؛ هي بدر الموعد ، وسمّيت أيضا ب : بدر الثانية ، وبدر الأخيرة ، وغزوة السويق.
انظر : المغازي ـ للواقدي ـ ١ / ٣٨٤ ، تاريخ الطبري ٢ / ٨٧ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٦٨ ، البداية والنهاية ٤ / ٧٢.
(٣) هو : نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف بن ثعلبة الغطفاني الأشجعي ، أسلم في وقعة الخندق ، وهو الذي أوقع الخديعة في بني قريظة وغطفان وقريش بإذن من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الخندق ، وكان رسول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى ابن ذي اللّحية ؛ قيل : توفّي في زمان عثمان ، وقيل : يوم الجمل قبل قدوم الإمام عليّ عليهالسلام إلى البصرة.
انظر : معرفة الصحابة ـ لأبي نعيم ـ ٥ / ٢٦٦٧ رقم ٢٨٧١ ، الاستيعاب ٤ / ١٥٠٨ ـ ١٥٠٩ رقم ٢٦٢٩ ، أسد الغابة ٤ / ٥٧٢ رقم ٥٢٧٤ ، الإصابة ٦ / ٤٦١ رقم ٨٧٨٥.
(٤) الكشّاف ١ / ٤٨٠ ، تفسير الفخر الرازي ٩ / ١٠٢ ، روح المعاني ٤ / ١٩٧.
(٥) سورة آل عمران ٣ : ١٧٣.